انواع التوحد " اضطراب ذو نطاق واسع :
يشتمل التوحد على خمسة أنواع متعددة من الاضطراب سوف يتم التطرق اليها مع الشرح حول كل نوع وذلك للتسهيل على القارئ كي يضطلع على الخصائص النمائية والاعراض المرافقة لكل نوع ، وقد لا نجد هذا التصنيف في جميع المراجع العلمية ، ولكن للتسهيل وللفائدة العلمية والتربوية يتم طرح هذا التقسيم لأنواع التوحد ، وفقا لما ورد عند عده مصادر وتحديدا عند Autism Society of North Carolina. (1998).:
1- اضطراب التوحد.
2- متلازمة أسبرجر.
3- متلازمة ريت.
4- اضطراب الانتكاس الطفولي.
5- الاضطراب ألنمائي الشامل - غير المحدد.
-1- اضطراب التوحد Autistic Disorder:
حيث يظهر التوحد في جميع أنحاء العالم،وبمختلف الجنسيات والطبقات الاجتماعية لكن التوحد يظهر في الغالب شديداً لدى الإناث، ويكون مصحوباً بتأخر عقلي شديد . و يظهر التوحد بوضوح ،عادةً قبل أن يبلغ الطفل الثالثة من عمره ،وفي 70-80% من المصابين به يظهر خلال السنة الأولى .أما الباقي منهم فينمون بصورة طبيعية،أو شبه طبيعية ثم يتراجعون بين سن الثانية والثالثة،ويفقدون بعض المهارات التي اكتسبوها،مثل :استخدامهم لبعض الكلمات واهتماماتهم الاجتماعية ويبدو على الطفل هنا تكرار الأفعال أو القيام بأعمال نمطية كسلوك هز الجسم أو التلويح بالذراعين .
وفي بعض الأحيان يقوم بشد أو لطم الوجه أو بتوجيه عدوانه نحو الآخرين من عض أو رفس أو خربشة .. الخ ، وعادة ما يكون الأهل عاجزين أمام هذه الأنماط السلوكية والتعامل معها .
أما موضوع الكلام فيتمثل ذلك بإعادة السؤال الذي طرح عليه أو تكرار كلمة سمعها في الصباح أو من شخص آخر أو بإعادة الإعلانات التي سمعها في التلفاز .
يفتقر المتوحد في الغالب،إلى القيام بمهارات العناية بالذات،أو ارتداء الملابس أو إطعام نفسه مقارنة مع الأطفال من نفس الفئة العمرية التي ينتمي لها،ولكن من فئة العاديين .
إن النتائج المتوقعة للمصابين باضطراب التوحد،تظهر سمات التوحد على الطفل في أشدها بين عمر الثالثة والسادسة،وتعد هذه المرحلة من أصعب الفترات التي يمر به أهل الأطفال التوحديين .وعندما يبلغ الطفل التوحدي السن الواقع بين 6 و 12 سنة تخف شدة الأعراض السلوكية ( عادل،2007).
2 - متلازمة أسبرجر Asperger Syndrome :
يتفقد المتوحد القدرة على تنظيم التفاعل الاجتماعي،سلوكة نمطي متكرر،اهتماماته محدودة تماما،تشترك متلازمة أسبرجر في العديد من أعراض التوحد ولكنها تظهر أقل شدة . كليهما يشتركان في وجود عجز شديد في التواصل الاجتماعي والقيام بأعمال نمطية متكررة وروتينية إلى جانب فقدان القدرة على التخيل،إلا أن المصابين بمتلازمة أسبرجر يتمتعون بدرجة ذكاء طبيعية ولا يواجهون تأخراً في اكتساب القدرة على الكلام من حيث المفردات والقواعد أو في مقدرتهم على الاعتماد على أنفسهم .
تعد متلازمة أسبرجر أكثر شيوعاً من اضطراب التوحد،وتحدث لــ 26 - 36 من كل 10.000 مولود وهي مشابهة لاضطراب التوحد من حيث شيوعها بين الذكور أكثر من شيوعها بين الإناث بنسبة 4 : 1.
أعراض متلازمة أسبرجر
لا يلاحظ الأهل وجود سلوكيات تدعو إلى القلق على طفلهم،في السنوات الثلاث الأولى من عمره !نظراً لارتفاع مستوى مهاراته الإدراكية وعدم تأخره في اكتساب اللغة، واهتمامه بالبيئة المحيطة به،إلا أنه عند دخول الطفل الحضانة أو عند اختلاطه بمن هم في عمره !!تظهر الفروق جليه ولاسيما على الصعيد الاجتماعي ومن أعراض متلازمة أسبرجر :
- قصور في الاستخدام العملي والاجتماعي للغة .
- صعوبات على صعيد العلاقات الاجتماعية .
- اهتمامات خاصة كالالتزام بالعمل الروتيني .
- صعوبات في المهارات الحركية.
ومن النتائج المتوقعة للمصابين بمتلازمة أسبرجر،حيث لا يعانون تأخراً عقلياً أو لغوياً ، يستطيعون إكمال دراستهم الثانوية وحتى الجامعية ويستطيعون أيضاً ممارسة وظائف عملية إذا ما تلقوا التدخل اللازم والرعاية المناسب،إلا أن ما يواجههم هو صعوبة في التفاعل الاجتماعي، والذي يمثل عجزاً دائماً لديهم فيشار إليهم بصورة عامة كأشخاص " غريبين" who,1992) ؛عادل، 2007) .
- 3- متلازمة ريتRett Syndrome :
متلازمة ريت هي اضطراب عصبي،لا يظهر إلا على الإناث،يتميز بنقص حاد في النمو والنطق،وفقدان المهارات في الحركة،واستخدام الأيدي،مع تباطؤ في نمو الرأس،ويبدأ بالظهور ما بين سبعة أشهر حتى 24 شهرا من العمر،وهو من الاضطرابات النادرة ويصيب مولوداً واحداً من كل 15.000 مولود،وبعد هذه المرحلة التي يبدو عليها الاختلاف تماماً وتبدأ حالتها في التدهور أو أنها تتوقف عن الاستمرار في التطور who,1992) ؛عادل، 2007).وهناك اربعة مراحل تمر بها الطفلة المصابة بمتلازمة ريت ولكل مرحلة سمات مختلفة وهي :
المرحلة الأولى من 6 - 18 شهراً :
تكون صعوبات هذه المرحلة بسيطة وقد لا يلاحظها والدا الطفلة .يقل الالتقاء البصري لدى الطفلة خلالها ويقل اهتمامها بالألعاب وبالمحيطين بها بشكل عام .
وقد تعتمد الطفلة إلى جعل اليدين متشابكتين أو لفهما مع إغلاق القبضة وغالباً ما تتأثر الحركات الكبيرة ( أي حركات الأرجل واليدين ) خلال هذه الفترة.
المرحلة الثانية من 1 - 4 سنوات :
يصادف الطفلة خلال هذه المرحلة عدة صعوبات،من أهمها التدهور السريع في القدرات الإدراكية فتنخفض نسبة الذكاء لديها إلى مستوى التأخر العقلي الشديد.
كما تصبح المهارات الاجتماعية غير طبيعية،وقد تفقد الطفلة القدرة على الكلام الذي سبق اكتسابه،وتنشأ لدى العديد منهن حركات متكررة الشكل وسلوكيات غريبة،ولا سيما في استخدامهن لأيديهن،حيث يكررن وضع أيدهن في أفواههن أو يقمن بغسلهن أو التصفيق بهن بالإضافة لذلك تصبح حركاتهن مصحوبة برجفة .
وأخيراً قد يلاحظ لديهن صرير الأسنان وصعوبات في التنفس والنوم .
المرحلة الثالثة من 2 - 10 سنوات :
تستمر معاناة الطفلة خلال هذه المرحلة،بسبب مصاعب في المهارات الحركية
بالإضافة إلى احتمال ظهور نوبات الصرع لدى نسبة تقارب 80 % من الإناث
إلا أنهن،يتحسن لديهن الانتباه والتواصل والتفاعل الاجتماعية .
المرحلة الرابعة من 10 سنوات فما فوق :
يستمر تحسن القدرة على التفاعل الاجتماعي والتركيز على الانتباه خلال هذه المرحلة وتزداد السيطرة على نوبات الصرع،إلا أن المهارات الحركية تتدهور وغالباً ما تفقد الطفلة القدرة على التنقل وقد تحتاج إلى كرسي متحرك،يتقوس العمود الفقري لدى الكثير من الإناث وهو ما يسمى بـ " الجنف "،وهو ميلان جانبي في العمود الفقري أو قد يصبح لديهن حدب (عادل ، 2007).
-4- اضطراب الانتكاس الطفولي :
يعد اضطراب الانتكاس الطفولي لدى الأطفال من أندر الحالات، فهو يحدث لمولود من كل 10.000 مولود . وهو يشبه اضطراب الأسبرجر والتوحد من حيث أنه يصيب الذكور أكثر مما يصيب الإناث .
ومن أعراضه،تكرار سلوكيات نمطية،الابتعاد عن التفاعل الاجتماعي ينمو الطفل المصاب باضطراب الانتكاس الطفولي بشكل طبيعي لفترة زمنية طويلة،ذلك من حيث نمو القدرات الإدراكية ونمو المهارات الحركية والاجتماعية لديه،وقدرته على قضاء حاجاته الخاصة إلى أن يصل الطفل إلى العمر الواقع بين ( 3 و 5 سنوات ) وأحياناً إلى أن يبلغ العاشرة،يبدأ بعدها الطفل في التدهور بشكل ملحوظ،ويأخذ سلوكه مظهراً شبيهاً بسلوك الطفل التوحدي، وقد تتدهور حالته خلال أشهر أو حتى بضعة أسابيع،فيفقد الطفل خلال هذه المرحلة مهارات سبق له اكتسابها مثل الكلام والمهارات الاجتماعية،بل يفقد السيطرة على التبول والتبرز،وقد يصاب الطفل كذلك بالبكم،ويفقد الرغبة في اللعب،وتنشأ لديه بعض الحركات المتكررة بانتظام ،على غرار ما يحدث للأطفال التوحديين.
وهكذا خلال فترة زمنية لا تتجاوز بضعة أسابيع،أو أشهر قليلة قد يتحول الطفل من طبيعي إلى طفل لا يتكلم، ولا يهتم بأي تفاعل عاطفي من حوله .
مما يؤسف له،أنه في معظم الحالات،أي في نحو 75 % منها لا يسترجع الطفل المهارات التي فقدها،أما النسبية الباقية فما يطرأ عليها من تحسن يعد ضئيلاً وجزئياً. وفي بعض الحالات،يمكن ان يظهر الاضطراب،بسبب التهابات بالدماغ،وبالرغم من ذلك،يجب ان يركز التشخيص أكثر على السمات السلوكية who,1992) ؛عادل،2007) .
- 5- الاضطراب ألنمائي الشامل - غير المحدد
يعرف الاضطراب ألنمائي الشامل - غير المحدد بالتوحد غير النمطي وهو يمثل عادة الاضطراب الأكثر تشخيصاً بين الاضطرابات النمائية الشاملة . ونظراً لغموض وصعوبة هذا التشخيص، لم تتمكن الدراسات العديدة السائدة من توفير معلومات ثابتة محددة عن مدى انتشار هذا الاضطراب .يتم تشخيص هذا الاضطراب عند وجود بعض ملامح التوحد في الفرد،وليس جميع معايير التشخيص بالتوحد،وبالرغم مما يواجهه المصابون بالاضطراب النمائي الشامل-
غير المحدد من صعوبات على صعيد التفاعل الاجتماعي،واللغوي والتواصل غير اللفظي واللعب، إلا أنها أعراض أقل شدة من أعراض التوحد،وتظل لديهم قدرة على التفاعل الاجتماعي بدرجة تحول دون تشخيصهم بالتوحدwho,1992) ؛عادل ، 2007) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق