في التربية الخاصة ينقسم المتخلفين عقلياً إلى ثلاث فئات و الأساس هو مدى قدرتهم على التحصيل والتعلم بالإضافة إلى نسبة ذكائهم ومستوى التكيف الاجتماعي لديهم، وإمكانية انتقال الطفل من برنامج تربوي إلى آخرعلى حسب قدرته ومهارته، فكان تقسيمهم كالتالي
أولاً: التقسیم التربوي:
القابلون للتعليم
وهم يمثلون الفئة التي يمكنهم مواصلة الدراسة وفقاً للمعدلات والمناهج الدراسية إلا أن لديهم قدرة على التعلم بدرجة معينة إذا ما توافرت لهم خدمات تربوية خاصة، هذا على الرغم من أنهم يتعلمون ببطء شديد وقد تتوقف مقدرتهم على التعلم عند المستوى بين الثالث والخامس الابتدائي
القابلون للتدريب
وهم يعانون من صعوبة شديدة توقفهم عن التعلم
إلا من قدر قليل جداً، من المهارات الخاصة بالقراءة والكتابة، لكنهم قابلون للتدريب وفق
برامج خاصة للتدريب على المهارات الاجتماعية والذاتية والأعمال اليدوية الخفيفة
المعتمدون
وهم عاجزون كلياً عن العناية بأنفسهم، ويعتمدون اعتماد كلي على غيرهم طوال حياتهم، ويحتاجون إلى رعاية طبية واجتماعية وصحية ونفسية
ثانيا : التقسیم الاجتماعي
يعتمد هذا التقسيم على أساس التوافق الاجتماعي للفرد ومدى اعتماده على نفسه
وقيامه بالواجبات الاجتماعية، واستخدم العلماء مقياس النضج الاجتماعي والسلوك التكيفي محكاً لتحديد هذه الفئة. ففي سنوات ما قبل المدرسة إخفاق الطفل في تحقيق النضج اللازم في نمو مهاراته الحركية أمر له دلالته على وجود التخلف العقلي في هذه المرحلة، ويصبح قصور الطفل في المقدرة على التعلم من المواقف المختلفة والخبرات التي يتعرض لها عموماً، وتُعتبر المواقف الأكاديمية خصوصاً محكاً مناسباً للدلالة على التخلف العقلي خلال سنوات المدرسة الابتدائية، بينما يكون إخفاق الفرد في تحقيق استقلاليته عن طريق ممارسة عمل منتج، وفي تكوين علاقات شخصية واجتماعية مع الآخرين، ويمكن تقسم فئات التخلف العقلي تقسيماً اجتماعياً إلى
القصور البسيط
الذي يرتبط فيه القصور في السلوك التكيفي بما يلقاه الفرد من معاملة أسرية
ومدرسية، والتوقعات السلبية المسبقة عن استعداداته وسلوكه، ومدى تعريضه لخبرات
ومواقف لا تتناسب واستعداداته مما يعرضه لمشاعر الفشل المتكرر والإحباط فتكون الحاجة لتفادي هذه المواقف، هذه الفئة تكون بحاجة ماسة إلى برامج توجيهية وإرشادية لتحديد أهداف مهنية واقعية لحياتهم لمواجهة ما قد يمارسونه من انحرافات سلوكية كالعنف والعدوان
القصور المتوسط
تلك الفئة يمكن تدريبهم على اكتساب مهارات المساعدة الذاتية والعناية بأنفسهم،
وتدريبهم على بعض المهارات والعادات السلوكية التي تسهم في تكيفهم الاجتماعي، وتدريبهم على بعض الأعمال المنزلية، وبعض المهن اليدوية الخفيفة
القصور الشديد
هم الذين يعانون من قصور في المظاهر النمائية ويصاحب إعاقتهم العقلية إعاقات
جسمية أخرى وتأخر في النمو اللغوي والمهارات الحركية، وعيوباً في النطق والكلام، كما يعانون من نقص في الاستقلال الذاتي والعجز عن إصدار أحكام صحيحة أو اتخاذ القرارات بأنفسهم، ومن الممكن تعليمهم قليل من المهارات الشخصية ليعتمدوا على أنفسهم إلا أنهم في حاجة ماسة للإشراف والرعاية الكاملة
القصور الحاد
في هذه الفئة يكون التخلف العقلي مصاحب بتدهور في الحالة الصحية والتآزر
الحركي والنمو الحسي الحركي وقصور شديد في الاستعدادات اللازمة لنمو اللغة والكلام
ومن ثم أساليب التواصل، ويظل المتخلفون عقلياً من هذه الفئة في حاجة ماسة إلى الاعتماد على الآخرين بصفة مستمرة طوال حياتهم، فهم في حاجة إلى الرعاية التامة الكاملة
كتاب التربية الخاصة " عمر البغدادي "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق