الفرق بين مناهج الأطفال العاديين والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة
من الملاحظ أن مناهج الأطفال في التعليم العام تختلف اختلافا كلياً عن مناهج التربية الخاصة.
وذلك من حيث طريق الأعداد وطريقة التدريس. فالمنهاج للعاديين توضع مسبقاً من قبل لجنة متخصصة والتي تتناسب مع المرحلة الدراسية والجانب العمري لهذه المرحلة، أما الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمكن فيها وضع المناهج مسبقاً. ولكن يتم وضع منهج لكل طفل على حده وفقاً لقدراته واستعداداته ومدى أدائه في تعليمه للمهارات المختلفة فكل طفل له خطة فردية خاصة به توضع وفقاً لقدراته الأدائية وتوضع الخطة الفردية وفقاً لمعايير معينة مثل الفترة الزمنية مدى أداء الطفل في تعليم المهارة، وتحديد الأهداف طويلة المدى، والأهداف قصيرة المدى. ويتم وضع الأهداف الفرعية في الخطة وتحديد المواد أو الوسائل التعليمة اللازمة لتحقيق المهارة
الفرق في طريقة التدريس
هناك أيضاً اختلاف في طريقة التدريس، والوسائل المستخدمة في العملية التعليمية . إن الهدف من تدريس أو تعليم من الأطفال المعاقين هو مساعدتهم حتى يصبحوا إلى حد ما مثل أقرانهم العاديين، وقد نصل إلى ذلك الهدف من خلال تغيير أو تعديل سلوك هؤلاء الأطفال. وخاصة في مجال مهارات الحياة اليومية مثل التدريب على استعمال الحمام - إطعام نفسه - أن يلبس نفسه - أن يعتمد ويستقل بذاته دون الحاجة إلى أي مساعدة من الآخرين، وعلى المعلم عندما يشعر أن الطفل اكتسب مهارة معينة فعلية أن ينتقل إلى مهارة أصعب منها.
ولتعليم هذه المهارات لا بد من وجود نوع من الأساليب الخاصة في عملية التعليم. لذلك من المهم أن نلقي نظرة على نظريات التعلم التي تكون مرشد لمعلم الصف في تعليم المعاقين
نظرية التعلم بالاستبصار أو الطريقة الكلية
وأكد هذه النظرية ( كوهلر، كوفكا )، إن التعليم يتم بالملاحظة والانتباه والإدراك، واعتبروا أن التعلم بالاستبصار هي الطريقة الوحيدة للتعلم. فالتعلم من وجهة نظرهم يتم بطريقة كلية، فالتعلم بالاستبصار تعلم تدريجي ويعتمد هذا النوع من التعلم على السن والخبرة السابقة والأطفال المعاقين يتعلمون بالاستبصار في مواقف قليلة نظراً لانخفاض قدراتهم على الاستنتاج والتعميم والتجريد حيث أثار ( جان بياجيه ) في نظرية الارتقاء المعرفي إلى توقف نمو ذهن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة عند القدرات العقلية العليا مثل التجريد - الاستنتاج
نظرية التعلم بالملاحظة
ومن زعماء هذه النظرية ( باندورا ) وهناك دراسة تجريبية أجريت على مجموعة من الأطفال لتوضيح أثر التعلم بالملاحظة والتقليد على سلوكهم وكانت هذه التجربة عبارة عن مجموعتين من الأطفال مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة، تعرضت المجموعة التجريبية إلى مشاهدة فيلم عنف وبعد مشاهدة الفيلم ظهر عليهم سلوك العدوان أكثر من الأطفال الذين لم يشاهدوا الفيلم ومن نتائج هذه الدراسة أشار (باندورا) إلى أهمية التعليم بالملاحظة والمحاكاة في اكتساب الأطفال العادات والمهارات الحركية، و يمكن استخدام هذا النوع من التعليم في عملية التدريب المهني، في علاج صعوبات النطق.
نظرية التعلم الاجتماعي
ومن زعماء هذه النظرية ( روتر ) وأكدت هذه النظرية على أهمية التفاعل الدينامي بين الطفل وبين الوالدين والأقران والمعلمين و المحيطين بالطفل في اكتساب الطفل المعارف والمهارات والعادات وتؤمن هذه النظرية بأن الطفل عضو يتفاعل مع المحيطين به ويكتسب منهم الكثير من الخبرات والعادات وهناك خطوات يلتزم بها المعلم عند تعامله مع ذوي الاحتياجات الخاصة
- تكليف الطفل بالأعمال التي يحتمل نجاحه فيها بسهولة ثم التدرج في الأعمال الأصعب
- تشجيعه على الأداء معتمداً على نفسه فتقدم له المساعدة في الوقت المناسب وعلى القدر المناسب
- التشجيع والتعزيز المستمر
النظرية الإجرائية و السلوك الإجرائي
ومن زعماء هذه النظرية ( سكنر ) واهتمت هذه النظرية بالعلاقة بين المثير والاستجابة، وترى هذه النظرية أن السلوك محكوم بنتائجه أي بمعنى أنه إذا كانت والاستجابة مرغوب فيها فهذا يؤدي إلى قوتها والعكس صحيح. اهتمت أيضاً هذه النظرية بعملية التعزيز ( الإيجابي والسلبي ) حيث يستخدم التعزيز السلبي في إمكانية تقليل السلوكيات الغير مرغوب فيها. التعزيز الإيجابي يستخدم في إمكانية زيادة حدوث السلوك المرغوب فيه
إعداد: أ. محمد ربيع، أخصائي التربية الخاصة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق